الثلاثاء، 4 مارس 2014

تفاصيل جريمة قتل الأطفال

الشهداء الأشقاء الثلاثة
لتاريخ 11/12/2006م
الحادثة - اغتيال الشهداء الأطفال الثلاثة " أسامة و أحمد و سلام " أبناء العقيد بهاء مصباح بعلوشة و المرافق محمود الهبيل .
الناجي – أيمن الغول " السائق "

تفاصيل الحادثة :

استيقظت أم أسامة - زوجة العقيد بعلوشة - لتعد الإفطار لأطفالها الثلاثة وتساعدهم على ارتداء زيهم المدرسي ، وتضع لهم حقائبهم المدرسية على أكتافهم .


تصل السيارة التي تعود الأطفال الانتقال بها للوصول لمدارسهم .

المرافق و السائق ينسقان بألية معينة مع والد الأطفال لنزول الأطفال من منزلهم لاستقلال السيارة بحماية المرافق و السائق .

السيارة تنطلق و فيها السائق و المرافق و الأطفال الثلاثة .
بعد دقيقة واحدة تتعرض السيارة التي تقلهم لمئات الطلقات النارية من أسلحة من نوع رشاش مختلفة و أخر رشاش 500 على أيدي مسلحين ظهروا فجأة

معترضين طريق السيارة التي تقل الأطفال الذين لا هم لهم سوى الوصول لمدرستهم .

والد الأطفال يصرخ "أولادي " و يمسك بسلاحه و يطلق النار على المسلحين لمحاولة تفرقتهم و إبعادهم عن السيارة التي تقل أبناءهمن نافذة شقته في الدور الثاني عشر .

فاجعة الاغتيال هزت أركان المجتمع الفلسطيني , فتوشحت غزة بالسواد , و عم الحزن أركان القطاع تساقطت أوراق الشجر وغابت الشمس بخجل خلف غيوب ما كادت تواريها عن النظر , الغضب ملأ الشارع الفلسطيني خرجت الجماهير لتشييع الشهداء الأطفال الثلاثة الذين لفوا بعلم حركة فتح شارك في موكب التشييع المهيب، عشرات آلاف المواطنين من مسئولين ومدنيين وأمنيين وطلبة جامعات ومدارس، وأطفال بعمر الورود يحملون أكاليل من الزهور، إضافة إلى حقائبهم المدرسية.

وانطلق الموكب الجنائزي المتسم بالحزن والغضب، من مستشفى دار الشفاء في المدينة، مخترقاً شارع الوحدة باتجاه منزل ذوي الشهداء في حي الرمال، حيث ألقيت نظرة الوداع من قبل الأهل والمحبين، وسط صيحات من العويل و البكاء على فراقهم، وهم يرددون صيحات "الله أكبر"، "حسبنا الله ونعم الوكيل".وردد المشاركون في التشييع عبارات الغضب والتنديد بالجريمة البشعة، وطالبوا بالقصاص من القتلة ليكونوا عبرة لغيرهم.

المواطنة إسراء بعلوشة قريبة الشهداء الأطفال قالت وهي تنتحب: "حسبي الله ونعم الوكيل، الله ينتقم من القتلة، الصغار كانوا رايحين على مدرستهم بالسيارة في الصباح الباكر وفي أجواء البرد، و إذ بالقتلة يتربصون بهم ليقتلوهم ويحرموهم من الحياة وتلقي العلم والدروس"، متسائلة بقهر واضح "ما هو الذنب الذي اقترفه الصغار ليقتلوا؟".

وانطلق المشيعون باتجاه مسجد الكنز القريب من منزل العائلة، حيث أديت صلاة الجنازة على جثامين الأطفال الأشقاء، بعدها توجه الموكب إلى مسجد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حيث كانت تؤدى صلاة الجنازة على روح الشهيد الهبيل، والتحم موكبا التشييع معاً.

وتوجه المشاركون في الجنازة باتجاه مدرسة الروم الأرثوذكس، التي كان الأطفال الثلاثة يتلقون تعليمهم فيها، وسجيت جثامينهم أمام المدرسة لإلقاء نظرة الوداع من قبل زملائهم الأطفال ومدرسيهم ومدرساتهم.
 
ولدى مرور موكب التشييع بدت شوارع مدينة غزة متشحة بالسواد، وذلك بإحراق إطارات السيارات فيها، كما أغلقت كافة المحال التجارية أبوابها، ورفع مواطنون رايات سوداء تعبر عن الغضب والحداد على أرواحهم الطاهرة.

الوالدة ..

من وسط دموعها التي انهمرت على خديها وهي تجلس على سرير احد أطفالها الثلاثة فى غرفة نومهم وتحتضن ملابسهم قالت "ليندا أبو طاقية " والدة الأطفال الثلاثة الذين قتلتهم يد الغدر صباح الاثنين هل حقق القتلة ما يريدون حينما استهدفوا أبنائي الثلاثة " .

وتستذكر الأم " اليوم الأخير لأبنائها وقالت " معروف عن أولادي الثلاثة أنهم أشقياء لكن اليوم الأخير لهم يوما غريبا وحافلا فقد طلبوا منى التوجه إلى جدتهم لرؤيتها فذهبنا إلى هناك وقضينا بعض الوقت ومن ثم طلبوا من أن نخرج للتنزه فذهبنا وتجولنا فى بعض الأماكن ومن ثم عدنا للبيت .

وتضيف " بعد عودتنا للبيت كان من المفترض أن ينام أولادي الساعة السابعة مساء ولكن في هذا اليوم رفضوا النوم مبكرا وأصروا البقاء معي ومع والدهم طوال الوقت خاصة وان ابني احمد الأوسط كان لديه امتحان إملاء و طلبمنى أن ادرسه قبل الذهاب للامتحان .

وتشير " انه بعد محاولات مضنية تمكنت من إقناع الأطفال التوجه إلى أسرتهم للنوم للاستيقاظ باكرا إلى المدرسة وفى الصباح جاء ابنها احمد ليقول لها وهو يهجأ الكلمات التي سيمتحن بها اليوم " ماما حاجيب عشرة على عشرة عشان لا تضربيني " وقالت ضحكت كثيرا علي جملته .

وتقول " منذ أسبوع تقريبا وأنا اشعر أن هناك مكروه سيصيب عائلتي ولم أُخف هذا الموضوع علي زوجي بهاء خاصة وان هذا الشعور الخفي تزامن مع كوابيس كنت أراها أثناء نومي و استيقظ مفزوعة .

وتضيف من وسط دموعها "لا استطيع التخيل أنى لن أرى أولادي الثلاثة بعد اليوم " متسائلة ما الذي حققه القتلة من قتل أبنائها الثلاثة..لقد سرقوا أجمل ما في حياتي من اجل انتقام تافه ؟

وأنا أريد أن اسألهم هل حققتم ما تريدون بقتل هؤلاء الأطفال الأبرياء؟.

وقال بهاء بعلوشة والد الأشقاء الثلاثة "حضر المرافقون بسيارتي الخاصة لأخذ أطفالي الثلاثة إلى المدرسة وبعدما تحركت السيارة حوالي مئة متر من المنزل هاجمها سيارات فيها مسلحون .

وأضاف الأب أن الحادث "مرتبط بجهات مصلحتها إفشال الرئاسة والمخابرات التابعة لها ومنعها من مواصلة المشروع الوطني الذي عدنا من اجله لإقامة دولة مستقلة".وتابع "لا اعتقد أن الأمور ستمر مرور الكرام و إيماني بربنا كبير" لافتا إلى أن "الأجهزة الأمنية والمخابرات ستضطلع بدورها وسيتم الاقتصاص من الجناة ولا بد من أن تقوم وزارة الداخلية بدورها الحقيقي لحفظ الأمن" .

وفي بيت العزاء الذي أقيم في برج السراج بمدينة غزة طالبات المعزيات الوزير الراحل – سعيد صيام – الكشف عن الجناة أو الاستقالة .

تقول هنادي أبو طاقية " 32 عاما " خالة الأطفال الثلاثة" لا أكاد اصدق ما حدث فانا اسكن بالقرب من مكان الحادث وسمعنا إطلاق نار كثيف وخرجنا لنرى ما حدث فإذا باتصال من أختي ليندا تصرخ فيه " قتلوا أولادي" وأقفلت الخط ، ولم استوعب ما جرى وتوجهت مباشرة إلى مستشفى الشفاء بغزة وهناك علمت أن أولاد شقيقتي الثلاثة قتلوا .

تصف عمة الأطفال الثلاثة قتلهم بالمجزرة البشعة خاصة وأنهم قتلوا علي يد أشخاص ينتمون لهذا البلد وليس على يد الاحتلال لأنه لو كان على يد الاحتلال لكان ذلك ارحم كثيرا مما نحن فيه .

وتضيف " إذا كان القتلة يريدون الانتقام من والدهم لماذا قتلوا هؤلاء الأطفال مؤكدة أن عملية القتل كانت تستهدف قتل الأطفال الثلاثة وليس أخي بهاء وهذه العملية معد لها ومبرمجة خاصة وان ابنة آخى الأخركانت معهم في نفس السيارة لكنها لم تصب بأي أذى .

توضح ليديا أبو عيدة 6 سنوات وهى الطفلة الناجية التي كانت فى ذات السيارة التي استهدفت من قبل مجهولين بكل براءة الطفولة" إحنا ما شفنا من وين طخوا علينا وأنا أول ما أسمعت الطخ نزلت لتحت وقلت لأسامة اعطينى محرمة امسح الدم " لكن أسامة لم يرد علي وحاولت أن اكلمه لكنى وجدته قد مات .

شاهد عيان على الجريمة البشعة قال " أن احد القتلة ضحك بعد إطلاق عشرات طلقات الرصاص على سيارة المقدم بهاء بعلوشة والتفت إلى المجموعة وقال:'هيا انتهينا لننسحب الآن'.

وأضاف شاهد العيان:'هرعت للسيارة وفتحت الأبواب فوجدت الطفل الأصغر مدرجا بدمائه في السيارة وبيده قطعة من الخبز كان يأكلها قبل مقتله ويمسك بيده حقيبته المدرسية '.

وقال:والغريب أن القتلة أطلقوا النار بعشرات الرصاصات على جوانب السيارة وأبوابها وأطلقوا النار على سقف السيارة من الأعلى لضمان قتل جميع من تواجدوا بداخلها

الشهيد مرافق الأطفال الثلاثة محمود الهبيل:

' احبك '... تلك هي آخر الكلمات التي نطق بها الشهيد محمود الهبيل مرافق الأطفال الشهداء الثلاثة من عائلة بعلوشة.. لزوجته العروس ياسمين البالغة من العمر 18 عاما .. وهي تودعه بعد اقل من عامين على زواجهما .

ياسمين الكريري ..'18' عاماً فقط تزوجت مرافق العميد بهاء بعلوشة قبل عامين أو بمعنى أدق قبل أن يشغل وظيفة المرافق بعام وسبعة أشهر من اليوم الذي فارق فيه الحياة في الجريمة النكراء".

وتقول الزوجة المفجوعة بزوجها :' الرصاصات التي اخترقت قلب ورأس الطفل سلام اخترقت قلب زوجي محمود الهبيل ولا اعلم كم عددها ولكن ما أعلمه أنها قتلت زوجي الذي علمني كيف اغسل الأطباق وأقشر البيض وأطبخ الأكلات السريعة وكيف أشعل الغاز'.

وتضيف:' لقد أنقذ في حياته الكثيرين من بحر غزة الهائج ولكن لا اعلم لماذا لم يستطع إنقاذ نفسه والطفل الذي أحبه دائماً واحتضنه كل يوم أثناء نقله لحضانته في مدينة غزة'.

وفي البوم الذكريات بدأت ياسمين تقلبه باكية وهي تبحث عن أقرب صورة تعشقها ويعشقها فاختارت إحداها وقبلت وجنتي الزوج المغادر إلى الأبد ".

" وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاّ بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ "
                                                                                                                                                







ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق